السبت، 14 ديسمبر 2019

شخصية الفرد وسلوكه


كثير من الناس يعتقدون أن شخصية الفرد هو محور أساسي لسلوكه و في هذا الاعتقاد شيء من الصحة حيث أن شخصية الفرد هي ترجمة لسلوك عام للفرد يظهر في صفات معينة traits
فعندما يطلب شخص من آخر تحديد السلوك العام لشخص ثالث فان أول شيء يذكره هو الطابع العام لشخصيته و ذلك باعتبار أن هذه الشخصية هي التي تحدد السلوك العام للأفراد .

و توجد هناك عدة تعريفات للشخصية و بالرغم من اختلاف المفكرين في تعريف الشخصية إلا انهم أجمعوا بأنها عبارة عن كل العناصر أو الصفات المتداخلة مع بعض لتكوين الشخصية .
و هناك عدة نظريات عن الشخصية ومنها (نظرية الصفات ) التي تركز على تحديد صفات معينة لتعريف نوع الشخصية و بذلك في هذه النظرية تتكون شخصية الفرد من مجموعة صفات معينة تلتصق بالفرد و هذه الصفات غالبا مستديمة ويختلف الفرد في شخصيته عن الآخر بقدر درجة اختلافه بكل صفة من هذه الصفات .
و لكن السؤال الذي يثار هو عن ما هي الصفات التي تميز شخصية عن الأخرى وكيف يمكن قياس هذه الصفات الحقيقية ؟
و الإجابة عن هذا السؤال كان موضع جدال و آراء مختلفة للباحثين و لكن أحد الباحثين أورد 20 صفة مقسمة في خمس مجموعات رئيسية على أساس تشابه العلاقات بين صفات كل مجموعة ووجود علاقة بين صفات كل مجموعة و هذه المجموعات الرئيسية هي التأقلم الاجتماعي ,السيطرة العاطفية , الالتزام ,مهارة الاستيضاح . الثقة في التعبير عن الذات , 

   وهذه الصفات ملخصة في الشكل التالي الجدول التالي :
الصفات الفردية
المجموعة المنتمية إليها
·         مبتهج – حزين
·         متحدث - ساكت
·         حذر - مغامر
·         مرن – جامد
·         ثابت - قلق
التأقلم الاجتماعي
·         لا يهتز - سريع الغضب
·         ثابت - قلق
·         معتمد على نفسه – معتمد على الغير
·         محدود التأثير – سريع التأثير بالعبارات العاطفية
السيطرة العاطفية
·         جاد - هزلي
·         يمكن مصاحبته - أناني
·         شعوري - لاشعوري
·         موضع ثقة - موضع شك
·         مستعد للتعاون - غير متعاون
الالتزام
·         اهتمامات متسعة - اهتمامات ضيقة
·         عقلية مستقلة - عقلية غير مستقلة
·         خيالي - غير خيالي أو تصوري
مقدرة الاستيضاح
·         يحاول - مستسلم
·         متحدث - ساكت
·         صريح - سري أو متحفظ
·         يهتم بالجنس الآخر - لا يهتم بالجنس الآخر
الثقة في التعبير

الجمعة، 8 نوفمبر 2019

تطوير العمل


تطوير العمل
( الرؤية المستقبلية )

إن القائمين على إدارة العمل أي عمل وبخاصة الأعمال التجارية على اختلاف أنواعها وبصورة أدق المؤسسات الكبرى يحتاجون إلى التخطيط البعيد المدى ولعقود من الزمن لتطوير أعمالهم والرقي بها والتقدم الدائم نحو أهدافها والتوسع في أعمالها وارتياد آفاق المنافسة والإبداع والابتكار .
وعلى هذا فمل من يتصدى لمثل هذه الأعمال لأبدَّ أن يكون لديه إلمام بكيفية بناء الرؤية المستقبلية للعمل الذي هو معنٌّي به .
وهذا هو الفارق بين أصحاب الأعمال الرائدة الدائمة المتطورة وبين أصحاب الأعمال التي قد تحقق نجاحاً محدوداً مؤقتاً لكنها بعد ذلك تخفق في الاستمرار مع مستجدات الزمن وتقلبات الأيام .

وإليك خلاص بعض الدراسات التي قام بها بعض المتخصصين في هذا المجال مستفادة من بعض الترجمات في هذا الباب :
الفرق بين الثابت والمتغير في الأهداف :
إنَّ أي عمل يقيمه ويمارسه الإنسان فرداً أو جماعة لابُدَّ أن يكون له غاية وهدف من ذلك العمل ، والأهداف والغايات منها الثابت الدائم الباقي ببقاء العمل ومنها المرحلي المتغير الذي هو محدود بزمان محدد وبتحقيقه يتم الانتقال إلى هدف آخر .
وهذه الأهداف المرحلية هي محطات في طريق السعي الدائم لتحقيق الهدف الأسمى والأكبر ، وإن أول شروط النجاح في بناء الرؤية المستقبلية هي التفريق بين الهدف الثابت الدائم الذي تسعى لتحقيق المزيد منه باستمرار وبين الأهداف المرحلية المتغيرة المنتهية بنهاية مرحلة معينة .
تعريف الرؤية المستقبلية :
هي التطوير المستمر للمتغيرات في سبيل الإنجاز الأكثر للثوابت والحافظ الأشمل عليها.
وعلى هذا فنحن في حاجة إلى حديث عن الثوابت في العمل ماذا تعني ، وحديث بعد ذلك عن المتغيرات ماذا تعني ؟ .

القيم والأهداف الدائمة والثوابت :
لكل عمل يقام هدف وغاية دائمة بدوام العمل ، وهذه الغايات والأهداف والقيم الثابتة لابد أن تكون قليلة في عددها لكنها بالغة الأهمية والإحاطة في توجيه العمل وتبريره في كل زمان أو مكان يمارس فيه هذا العمل ، والإهمال أو التفريط لهذه الغاية أو ذلك الهدف يعني الانتهاء فوراً من أي مبرر لوجود هذا العمل .
ولنضرب مثالاً يفهمه كل مسلم فنقول : غاية وجود الإنسان عبادة الله سبحانه وتعالى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، فإذا أهملت هذه الغاية أي لم يعبد الإنسان ربه إما تخلى عن العبادة بالكلية أو عبد غير الله، فإن وجوده حينئذٍ يصبح لا معنى له ولا تبرير له على الإطلاق .
وهذا الغاية والهدف دائم ما دامت الحياة ، فهو من الثوابت التي لا يطرأ عليها التغيير أبداً ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ .
ولو أردنا أن نطبق هذا في عالم الأعمال فقلنا مثلاً : إن مجموعة من الناس أنشأوا شركة لممارسة عمل من الأعمال فلابدَّ أن يكون في أذهانهم وبصورة واضحة هدفاً وغاية ثابتة دائمة بدوام الشركة ، وهذا الهدف لو افترضنا أن الشركة استمرت 50 عاماً لا يجوز أن يكون مدة تحققه عشر سنوات فقط وبعدها يبحث عن هدف آخر غيره ؛ لأنه يصبح حينئذٍ من المتغيرات لا من الثوابت والغايات الثابتة يجب أن تكون المرشد الدائم لكل من يعمل في الشركة مثل النجم القطبي للمسافر نحو الشمال يراه دائماً أمامه مهما تواصل سيره والغاية الثابتة الدائمة لأي عمل هي التي تربط أجزاء المؤسسة مع بعضها وتوحد العاملين فيها في سيرهم لتحقيق تلك الغايات والأهداف .
 وهي غايات وأهداف متجددة بمعنى أنها مستمرة ويجب كما قلت قبل أن تكون محدودة العدد ؛ لأن الكثرة من علامات التغير ، وفي عالم الأعمال قد لا تتجاوز هذه الغايات أربع غايات وقل أن تصل إلى ست .
وعلى هذا فيجب التفريق بين الغايات الجوهرية الدائمة والخبرات العملية والخطط والسياسات العامة في العمل .
إن الغايات الثابتة يجب أن تقاوم اختيارات الزمن ويجب أن تطرح السؤال الآتي على كل غاية تحددها لعملك: هل يُمكن أن أتخلى عن هذه الغاية في يوم من الأيام مع استمرار العمل؟
إن كانت الإجابة بنعم ، فانقل هذه الغاية أو ذلك الهدف من سلم الثوابت إلى إطار المتغيرات القابلة للتطوير والتغيير ، إن إحدى الطرق المتبعة لمعرفة الغاية أو الهدف الجوهري لمؤسستك أو عملك هي وصف عملك ثم السؤال بعد ذلك بكلمة لماذا ، ثم السؤال أيضاً بعد الإجابة وتكرار ذلك خمس مرات .
فمثلاً يُمكن أن تقول : نحن في الشركة عملنا خدمة العملاء في مجال نظافة منازلهم لماذا ؟ للمساهمة في الصحة العامة . لماذا ؟ لزيادة الرقي الحضاري للأمة . لماذا ؟ لزيادة قوتها وفاعليتها في الحياة . لماذا ؟ لإسعاد البشرية . لماذا ؟ لننال رضوان الله .
إذاً يُمكنك أن تقول : الهدف الجوهري لنا هو أن ننال رضوان الله من خلال الأعمال المشار إليها في الإجابات السابقة ، أو يُمكن أن تقول : مؤسستنا تقوم بأعمال التدريب والتأهيل في مجال الحاسوب ( الكمبيوتر ) لماذا ؟ لإعداد أفراد المجتمع للاستفادة من منتجات المدينة المعاصرة . لماذا ؟ لنساهم في زيادة قوة الأمة . لماذا ؟ لئلا يهيمن عليها أعداؤها . لماذا ؟ في زيادة قوة الأمة . لماذا ؟ لئلا يهيمن عليها أعداؤها . لماذا ؟ لنعيش أحراراً . لماذا ؟ لنحصل على السعادة . إذاً يُمكن أن يكون الهدف الجوهري للمؤسسة هو البحث عن السعادة للناس.
وعلى هذا فأنت ترى أن زيادة المال لا يصلح أن يكون هدفاً جوهرياً دائماً ؛ لأن حقيقة المال أنه وسيلة لا غاية ، وعندما تكون الغاية سليمة وصحيحة فقد تكسب المال وقد تنفقه في سبيل الوصول لهذه الغاية .
والغاية الثابتة الجوهرية هي مصدر الإلهام والإرشاد للعاملين وليست علامة تميز للمؤسسة ، فقد يشاركك في الهدف النهائي الكثير من المؤسسات ولكن بوسائل أخرى ، وإنما يكون التميُّز في الصدق والتضحية في سبيل تحقيق الهدف الجوهري الثابت .
ومن فوائد تحديد الهدف الثابت للمؤسسة بوضوح أنها تجذب للعمل في المؤسسة من تتطابق قيمهم وتطلعاتهم الشخصية مع هذا الهدف الثابت الجوهري وتضطر من تختلف قيمهم وأهدافهم الشخصية مع أهداف المؤسسة إلى تركها والبحث عن غيرها .

الأهداف والغايات المرحلية :
انطلاقاً نحو الهدف الثابت تحدد المؤسسة لها أهداف مرحلية ثم ترتبها تصاعدياً ثم تبدأ بالهدف الأول فتصفه وصفاً دقيقاً ملتزماً بالضوابط المذكورة في أول مبحث في هذا الكتاب وتحدد له الإمكانات المطلوبة والفترة الزمنية المناسبة ، ومن ثمَّ ينطلق الفريق العامل نحو خط النهاية المحدد كهدف مرحلي ثم ينتقل منه إلى هدف آخر وهكذا .
وينبغي أن يكون الهدف جزئياً وواقعياً في نفس الوقت والشركات العالمية الكبرى تجعل لها فيما بين كلٍ عشر سنوات وثلاثين سنة هدفاً واحداً كبيراً وصعباً وجريئاً ثم تنطلق من خلاله لتحقيق هدفها الثابت المركزي ثم تنتقل لهدف مرحلي آخر وهكذا ، من خلال التفريق بين الثابت والمتغير في عملك يتحقق التطوير ويُمكنك النفاذ برؤيتك للمستقبل البعيد نسبياً والتعامل معه في خططك وكأنه حاضر قائم .
إن من أخطر ما يتعرض له المخططون هو خلطهم بين الثابت والمتغير في عمل مؤسساتهم فإما أن يتنازلوا عن الأهداف الثابتة الدائمة ويجعلوها عرضة للتغيير ، فتفقد مؤسستهم مبرر وجودها وعامل استمرارها ، وإمَّا أن يعطوا الأهداف المتغيرة المرحلية صفة الثبات والاستمرار فتصاب مؤسستهم بالجمود فالذبول ومن ثم الزوال .
وقد يكون الخطر في أنهم بعد الفراغ من تحقيق هدف مرحلي والنجاح في ذلك، يعجزون عن إيجاد أهداف أخرى ويتوقفون يتلفتون في أماكنهم ، ويجترون حكايات النجاح السابق .
وقد يكون تحديد الهدف المرحلي الجزئي ناجحاً ولكن مدى الالتزام بالسعي لتحقيقه فيكون الإخفاق .
احذر أن تصل مؤسستك إلى قمة من قمم النجاح وأنت لم تحدد بعد القمة الأخرى التي ستواصل التسلق نحوها ، ولتعلم أن الرؤية المستقبلية أهم شروط نجاحها والوصول إليها هو العقول المبدعة والمنفذون المتحمسون والتنظيم الفائق ، وكلما توفر ذلك فستؤمن مسيرتك لمدة عقد من الزمن على الأقل .

فن التفاوض



التفاوض والحوار من لوازم الحياة البشرية يحتاجه الإنسان في بيته ومع أسرته ويحتاجه في عمله مع زملائه أو مع مجموعات أخرى تمثل مصالح ورأى جهات أخرى غير جهة عمله ، وتعلم التفاوض لتحقيق أفضل النتائج أصبح علماً يدرس في الجامعات ، وقد برع فيه الغربيون في هذا العصر وحققوا من خلاله كثيراً من النجاحات في السيطرة على العالم وبخاصة فيما يسمى بالمفاوضات السياسية أو الاقتصادية .
وقد برع المسلمون الأوائل في فنون المفاوضات والحوار والجدل والمناظرة ، وألفُوا في ذلك الكتب وفرَّقوا بين كل فنٍّ وآخر مستندين إلى أصول هذه الفنون في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن الأجيال اللاحقة في القرون المتأخرة قصروا في ذلك كما وقع التقصير في غيره من الأمور التي بسببها عم التخلف .
ولا يُمكن في مثل هذه العجالة أن يُستقصى موضوع التفاوض والحوار ، ولكن يكفي ذكر بعض الجوانب المهمة فيه ، والتي من خلال الاطلاع عليها يُمكن القارئ أن يحسّن من قدرته في موضوع التفاوض .

وأهم هذه الجوانب هي :
أ) – التحضير للمفاوضات ، وذلك بدراسة المشكلة والتخطيط للتفاوض حولها ، ويتم هذا التحضير من خلال العناصر الآتية :
1.  تحديد المشكلة بصورة واضحة التي هي محل الخلاف بينك وبين الطرف الآخر الذي سيتفاوض معك ؛ إذ أن الدخول في المفاوضات بدون الإلمام بالمشكلة على حقيقتها سيعني الفشل أو الهزيمة .
2. معرفة أطراف الخلاف ؛ إذ أن عدم معرفة الجهة الأخرى التي ستفاوضك سيجعلك تفاجأ عند إجراء المفاوضات فقد يواجهك طرف واحد وقد يواجهك أكثر من طرف وكل طرف يمثل جهة لها مصالحها وأفكارها الخاصة بها .
3. معرفة رأي كل طرف على حدة، وما هي نقاط الاتفاق مع كل رأي والاختلاف معه؟ ، وما هي عناصر الاتفاق بينهم والاختلاف ؟ ، وما مدى إمكانية التفاهم مع بعضهم وإن أدى ذلك لعدم التفاهم مع البعض الآخر ؟ .
4. دراسة الأشخاص أو الشخص الذي سيمثل كل جهة في المفاوضات ؛ لأنه مهما كانت آراء وأفكار ومصالح الجهة فإن الاختلاف بين من يتولى تمثيل تلك الجهة والتفاوض باسمها وبين غيره في النواحي الشخصية سيؤثر ، ولا شك في سير المفاوضات .
وهذه الدراسة يجب أن تشمل الجوانب الشخصية المختلفة من النواحي التاريخية والسلوكية والفكرية والثقافية والخلقية والنفسية ، وأي جوانب أخرى يُمكن أن تدرس في شخصية المفاوض ، والذي سيكونُ أكثر معرفة وعلماً بالآخر من المفاوضين هو الذي سينجح في الغالب في الغالب في السيطرة على الآخر واحتوائه .
ب) – وضع الخطة المناسبة للتفاوض ؛ لأنه بعد التحضير للمفاوضات بالدراسات السابقة ينبغي وضع خطة عملية لسير المفاوضات ، وأهم عناصر هذه الخطة هي :
1. تحديد أهدافك من المفاوضات بشكل واضح وترتيب هذه الأهداف على دراجات بين أقصى طموح تسعى إليه وأدنى حد يُمكن أن تقبل به ، وفي هذا أوصي بالرجوع لمبحث صناعة الأهداف في أول هذا الكتاب .
2. توقع الأهداف التي يسعى الآخرون لتحقيقها من خلال المفاوضات ، وما هو الحد الأدنى الذي يمكنهم القبول به ؟ .
3.  إيجاد بدائل مقنعة ومقبولة لدى الآخرين لتقديمها لهم في حالة عدم قبولك بأهدافهم .
4. وضع الأساليب المناسبة للتأثير على الآخرين لإقناعهم بقبول ما تطمح إليه من أهداف ، ومحاولة إقناعهم بأن تحقيق أهدافك إمَّا يخدم مصالحهم أو على الأقل لن يؤدي للإضرار بها .
واحرص على عدم استفزازهم في الجوانب الشخصية أثناء المفاوضات .
5. كسب الأشخاص المفاوضين تمهيداً لكسب القضية والنجاح في المفاوضات ، ويُمكن الرجوع في ذلك لفصول سابقة من الكتاب .
6. التركيز والاهتمام بالأهداف والغاية والتغاضي عن الشكليات والمواقف الاستعراضية والبيانات الإعلامية ما لم يكن ذلك هدفاً في حد ذاته .
7. توقع الاحتمالات المختلفة أثناء التفاوض وتجهيز الحلول المناسبة لها والاحتفاظ بها إلى وقت الحاجة .
8. وضع الحلول الوسط الممكنة والمقبولة من الطرفين عند تعذر التفاهم وقبول أحد الطرفين بما يطمح إليه الآخر شريطة ألا ينزل ذلك عن الحد الأدنى المقبول من الأهداف
9.  التدرب الكافي على تنفيذ الخطة الموضوعة قبل بدء المفاوضات .
جـ) – مباشرة العملية التفاوضية وأهم مراحلها هي :
   مرحلة الاستطلاع والتعرف على الفريق المفاوض والاحتكاك به عن قرب والتأكد من صحة دراساتك السابقة وخطتك التي تسير على ضوئها ومراجعة ما قد يحتاج إلى مراجعة وتعديل من ذلك .
   مرحلة المواجهة للمشكلة والتباحث والحوار حولها وهي أهم مراحل التفاوض ، وينبغي في هذه المرحلة ترتيب الأفكار وحسن الإصغاء والصبر على ما قد يبدر من الآخرين من جفاء وخشونة ، كذلك ينبغي قبول ما عنده من حق والاعتراف بالخطأ والرجوع عنه قدر الإمكان ومراعاة مستوى وثقافة من تخاطبه وتنويع أساليب الحديث والعرض لقضيتك والاستفهام عما قد يشكل عليك من كلامه قبل الإجابة .
وخلال ذلك كله حاول البحث عن نقطة مشتركة بينك وبينه مهما كانت صغيرة للانطلاق منها نحو تفاهم أكبر واتفاق أعماق .
   مرحلة اتخاذ القرار عند الاتفاق على أي شيء ، أمَّا عند تأزم الموقف وعدم الوصول لحل ، فينبغي توقف المفاوضات وتأجيل البحث عن حل إلى وقت آخر .
   مرحلة التقييم والدراسة لنتائج المفاوضات والإعداد للجولات القادمة إن كان هناك جولات قادمة أو السعي لتنفيذ ما اتفق عليه .
ومما يجدر ذكره أن التحضير للمفاوضات والتخطيط لها قد يتولاه فريق متكامل غير من سيقول بإجراء المفاوضات وقد يقوم بالعملية كلها جهة واحدة .

رفع الإنتاجية


 إن زيادة الإنتاج وجودته هي الغاية من أي عمل يمارسه الإنسان في الحياة ، وما لم يقابل العمل إنتاج متجدد فهو جهد ضائع وطاقة مهدرة ؛ ولذلك فإن من أهم ما يسعى الأفراد والمؤسسات إليه باستمرار هو زيادة إنتاجهم ولعلاقة ذلك بالعمل رأيت أن أذكر بعض الإرشادات العامة التي يُمكن أن تساعد الآخذ بها على زيادة الإنتاج ورفع مستواه في أي عمل كان .

عناصر وأسس التأثير في الإنتاج :
1.  المال .
2.  الأفكار المبدعة .
3.  الإدارة الناجحة .
4.  اليد المدربة العاملة .
5.  الموارد الأولية .
6.  الآلات والأجهزة .
7.  التسويق الجيد للإنتاج .

كيف يُمكن رفع الإنتاج ؟ :
1. لابد من إيجاد قواسم مشتركة بينك وبين العمل قبل الإقدام على ممارسة العمل ، وهذا يستدعي منك دراسة العمل والقناعة بجدواه وأهميته لتصبح أهداف العمل أهدافاً شخصية لك لا يمكنك التنازل عن تحقيقها .
2.  فهم العمل ومعرفة احتياجاته وطبيعته شرط للرقي بها .
3. توفير الحاجات الأساسية للعمل من تأهيل وتدريب شخصي للعاملين وإمكانات مادية من الآلات ومعدات ومواد خام وتذليل للمعوقات .
4.  إخلاء الذهن من الشواغل الأخرى وتفريغ كامل الفكر أثناء العمل له .
5.  من أهم وسائل رفع الإنتاج ما يقوم به رؤساء العمل ومسئولوه من مكافأة أصحاب الإنتاج العالي والإنجاز السريع المتقن وبذل التشجيع والحوافز لهم ، وهذه المكافآت قد تكون شهادات شكر وتقدير ، على أنه ينبغي مراعاة وجود آلية دقيقة وموضوعية لتقييم إنتاج العاملين بعيداً عن المحسوبية والمحاباة في هذا الحقل تماماً .
6. إشعار العاملين بالأمن الوظيفي وحماية مستقبلهم وحقوقهم وحقوق أسرهم من بعدهم ؛ لأن شعور العامل بأنه قد يكون عرضة لقرارات تعسفية غير عادية ولا منصفة في أي وقت يحول بينه وبين التفرغ الذهني بل والبدني للعمل والإنتاج .
7. ألزم نفسك بألا يذهب شيء من وقت العمل لغيره ؛ لأن ذلك أولاً من الأمانة التي ستسأل عنها بين يدي الله ؛ ولأنه ثانياً يؤثر على الإنتاج سلباً وإيجاباً أبلغ تأثير .
8. استفد من تجارب وخيرات من سبقوك لمثل هذا العمل بالاتصال الشخصي والمكاتبة والاستشارة في بعض الموضوعات المحددة .
9. تابع كل جديد في مجال عملك ، واحرص على الاستفادة منه ، ومن أفضل الوسائل لهذه المتابعة دوام الاطلاع على المجلات والدوريات المتخصصة في هذا المجال ومكاتبة مراكز التدريب والأبحاث والمعارض وزيارتها إذا سنحت الفرصة .
10.  اهتم بتنمية خصائص الإبداع والتجديد والابتكار لديك بصورة عامة وفي مجال عملك بصورة خاصة من خلال القراءات والدورات التدريبية وحضور الندوات والمحاضرات المهمة بهذا الجانب .
11.    أعط نفسك حقها من الإجازات والراحة الكافية .
12.    احتفظ بعلاقات أخوية حسنة ودائمة مع رؤسائك وزملائك ومرؤوسيك في العمل . 

مظاهر ودلائل ضعف الإنتاج في العمل :
1.  عدم وجود خطة ناجحة واضحة للعمل بل يخبط العامل فيه خبط عشواء .
2.  عدم تنفيذ الخطة الموضوعية واستبدالها بالاجتهادات الشخصية .
3.  الانشغال بأمور أخرى أثناء وقت العمل .
4.  الحضور متأخراً والانصراف مبكراً عن وقت الدوام الرسمي للمؤسسة .
5.  الإكثار من الاعتذارات والإجازات والتوسل لذلك بأي وسيلة .
6.  كراهة مقابلة المسئول والمناقشة والحوار معه في أمور العمل .
7.  كثرة النسيان لما يكلف به الموظف أو العامل أو تظاهره بذلك .

أسباب قلة الإنتاج في العمل :
1.  عدم الاقتناع بالعمل من قبل العامل .
2.  عدم فهم العمل واستيعابه والتوائم معه .
3. عدم القدرة على إنجاز العمل وأدائه على الوجه المطلوب إمَّا لأسباب ذاتية في العمل أو لنقص في الإمكانات المتوفرة له أو لوجود معوقات لم يتم تذليلها وتجاوزها .
4.  تقديم غير العمل عليه أو مزاحمته له في اهتمام العامل .
5.  عدم الجدية في حياة العامل .
6.  إحساس العامل بعدم التقدير لمن ينتجون وينجزون في المؤسسة .
7.  وجود المشكلات مع زملاء العمل من رؤسائه ومرؤسية وغيرهم .


الإدارة في سطور

ما من عمل إلا ويحتاج إلى إدارة ، فالإدارة هي التي يحتاجها الجميع ، ويتخصص فيها البعض فرب الأسرة والموظف والتاجر والفلاح والراعي كل منهم يحتاج إلى الإدارة في عمله ، وهذه بعض الأفكار العامة في قضايا الإدارة ، وبالذات إدارة العاملين في الأعمال الوظيفية .
ما هي الإدارة ؟ :
هي التخطيط ثم التنفيذ لاستغلال الإمكانات الممكنة والتنسيق بينها لتحقيق الأهداف المتوخاة في ظل التوجيه والرقابة .
أنواع الإدارة :
نتيجة لتطور علم الإدارة وكثرة الدراسات والأبحاث فيه استطاع الدارسون لعلم الإدارة تمييز أنواع كثيرة من الأساليب الإدارية وهذا التمييز قائم على رصد للواقع في حياة الناس ، وهذه أهم هذه الأنواع :
1. الإدارة باللوائح : وهي القائمة على الغلو في تطبيق النظم واللوائح دون مراعاة لما قد يترتب على هذا الغلو من إضرار بالعاملين أو إهدار للأهداف التي من أجلها قام العمل ووجدت المؤسسة ، وهذه الإدارة تفتقد لروح الإبداع والتجديد والابتكار وتعادي المغامرة والتطوير وهي إدارة تقليدية .
2. إدارة رد الفعل : وهي الإدارة القائمة على انتظار ما يفعله الآخرون ثم تقوم هي بعد ذلك برد الفعل فهي دائماً متأثرة بغيرها في موقف التابع أو المدافع لا تخطيط ولا لوائح ولا نظم ، فضلاً عن التطوير والتجديد .
3.  إدارة الأزمات : وهي الإدارة المتخصصة في مواجهة الطوارئ والأزمات التي هي غير دائمة .
4. إدارة الجاذبية الشخصية : وهي الإدارة التي تقوم على ما يتمتع به المسئول من جاذبية وقوة شخصية فهي تدور حول شخص المدير لا حول العمل ولوائحه وخططه وأهدافه
5. إدارة التنازل في كل موقف : وهي التي تقوم على التنازل عن الحقوق والرضى بالواقع والخشية من مواجهة المشكلات ، والحرص على استرضاء الآخرين .
6. إدارة الأنباء السارة : وهي التي تقوم على افتعال أو تضخيم الإنجازات والأنباء السارة للمؤسسة أو العاملين مع تجاهل المشكلات وعدم الموضوعية في النظر للأمور حتى تقع الكارثة .
7. إدارة التفويض المطلق : وهي الإدارة التي تقوم على تسليم زمام الأمور للموظف في كل شيء وعدم متابعته ولا محاسبته .
8. إدارة المشاركة : وهي التي تقوم على المشاركة بين المدير والعاملين حوله في تحمل المسئولية واتخاذ القرار وتنفيذه بعد ذلك .
9.  إدارة الأهداف : وهي التي تقوم على إبراز الأهداف للعاملين بشكل واضح ثم تقسيم تحقيق هذه الأهداف والسعي لها على العاملين بحيث يسعى كل فرد باستمرار لتحقيق هدف محدد واضح ضمن مجموعة أهداف العمل والمؤسسة .

شروط نجاح العملية الإدارية :
1.  توفر المعلومات وحسن ترتيبها وتصنيفها على جميع مستويات العمل .
2.  تسهيل الاتصالات بين العاملين في المؤسسة وعدم إقامة الحواجز بين المسئول والعاملين .
3.  إيجاد الحوافز المشجعة وإكرام المبرزين ولفت نظر المقصرين .
4. الثقة المتبادلة بين العاملين من مسئولين وغيرهم والعلاقات الأخوية الطيبة والمودة والألفة بينهم مع الانضباط والطاعة المبصَّرة في العمل مما يؤدي إلى العمل بروح الفريق المتعاون .
5.  معرفة قدرات وطاقات العاملين وتوجيهها التوجيه السليم .
6.  تحديد الاختصاصات والصلاحيات وعدم تداخلها واضطرابها .
7.  الحزم في مواجهة المشكلات واتخاذ القرارات .
8.  وقبل ذلك كله وضوح الأهداف من العمل لدى جميع العاملين في المؤسسة كل حسب موقعه .

أنواع المديرين :
1. المدير المهتم بالعمل المهمل للعاملين ، وهو الحريص على أداء الدوام كاملاً والتطبيق الحرفي للوائح والنظم التي وضعت لحماية العمل لكنه لا يخطر على باله حقوق العاملين ولا حاجاتهم ولا كسب ودهم ولا مراعاة ظروفهم ، وهذا ينجح مؤقتاً لكن مآله إلى تفجر المشكلات وإثارة الضغائن وفشل العمل .
2. المدير المهتم بالعاملين على حساب العمل ، وهو عكس السابق تماماً وفشله في النهاية أشد من سابقه .
3. المدير السلبي الذي لا يهتم إلا بنفسه لا يفكر في العمل ولا العاملين إلا بمقدار ما يخدم مصالحه أو نزواته الشخصية وهو الدمار للعباد والبلاد .
4. المدير المتوازن الذي يعطي العمل حقه والعامل ولا ينسى في غمرة العمل حقوق نفسه وهو المدير الناجح .

صفات المدير الناجح :
1. الأمانة : وهي شرط لنجاح كل عمل لكنها في المسئول أكثر ضرورة ؛ لأنه مؤتمن على حقوق المؤسسة وحقوق الموظفين فما لم يكن أميناً ضاعت الحقوق وفشل العمل وأخفقت الإدارة ، وإذا كان الإخلاص للعمل شرطاً لنجاحه فإن الإخلاص لا يوجد إلا حيث وجدت الأمانة .
2. العلم والخبرة : العمل بالإدارة والعلم بالتخصص الذي هو مجال العمل والخبرة العملية في هذا التخصص ؛ إذ بدون العلم يبقى المدير تقليدياً يمارس ما تعلمه في ميدان العمل عبر السنين ، وبدون الخبرة يبقى علم المدير نظرياً لا يسعفه عند الحاجة إليه في المواقف العلمية .
3. القوة والقدرة على التنفيذ : فمن لا يمتلك القوة لا يستطيع أن يضبط العاملين معه بل يسيرونه هم حسب رغباتهم ومصالحهم ، ومن لا يملك الصلاحيات والقدرة على تنفيذ القرارات ليس أكثر من ديكور وضع على مكتب .
4. التواضع في التعامل مع الموظفين والجمهور الذي له علاقة بالمؤسسة ، فكما أنه يجب أن يكون المدير قوياً في غير عنف فكذلك يجب أن يكون متواضعاً في غير ضعف ليكسب القلوب فيسعى الجميع للتعاون معه .
5.  الحلم والصبر : وهما شرطان لكل من تصدرّ في هذه الحياة وبدونهما فلا سيادة ولا ريادة .
6.  الصدق : لأن الكاذب لا يثق به أحد ، وبالتالي يفقد احترام الآخرين وتعاونهم .
7. المشاروة : لأن المستبد قد يسيّر أجساد الناس للعمل لكن بدون قلوبهم ولا إخلاصهم ولا طاقاتهم ، وقد يسيِّرهم باستمرار لكن في أعمال يكثر خطؤها ويقل صوابها .
8.  الاعتراف بالخطأ إذا تبين : والاعتذار والرجوع عنه وعدم الإصرار عليه .
9.  الدهاء والفراسة فلا يخدع بسهولة وإن كان صدقه يمنعه من خديعة الآخرين .

********************************

المشاركات المتميزة

مفهوم الموارد البشرية

مقدمة :  إ نّ الموارد البشريّة   تعني التركيز على المهام الخاصة بالموظفين؛ من خلال تقسيم الشركة وفقاً لمجموعة من الأنشطة التي تشمل   تدر...