تنمية بشرية

مقدمة :

 في خضم نشاط الإنسان اليومي، وتفاعله الدائم مع النّاس المحيطين به، يحتاج إلى تنمية قدراته باستمرار، بما يُمكِّنه من القيام بنشاطه وعمله على كافة الأصعدة، فالتنمية البشريّة هي تنمية وتطوير قدرات الإنسان وإمكانيّاته بشكل دائم ومستمر، وذلك بما يُمكنه من ممارسة نشاطه المعتاد، وباعتباره أداة وغاية للتنمية، وللتنمية البشريّة أسس فكريّة تنطلق منها، وشروط ومعايير محددة، ولها آثار تترتب عليها ، فنحن بحاجة الى تسليط الضوء بصورةٍ مباشرة على مفهومِ التنمية البشريّة كواحدة من أهمّ الأدواتِ الحديثة والحقول العصريّة التي آمنت بالعنصر البشريّ، وانطلقت من مبدأ أنّه العنصرُ المسؤولُ عن تحرّكِ كافة العناصر الماديّة الأخرى وتوظيفِها بالأسلوبِ الأمثل، علماً أنّ التنمية بشكل عامّ هي مصطلح يدّل على النهوضِ بالشيء والارتقاء فيه من مستوى أو وضع إلى مستوى أفضل، وتغيير الحال إلى أحسنِه.








** مفهوم التنمية البشريّة 

هي عمليّة زيادة الخيارات المتوفّرة للأفراد، وتشمل ثلاثة خيارات رئيسيّة، وهي توفير حياة صحيّة وبعيدة عن الأمراض، وزيادة انتشار المعرفة، وتوفير الموارد التي تُساهم في وصول الأفراد إلى مستوىً حياتيٍّ لائقٍ ، كما تُعرَّف التنمية البشريّة بأنّها العمليّة التي تهدف إلى زيادة كميّة الخيارات المتاحة للنّاس وحجمها؛ عن طريق زيادة المهارات والمُؤهّلات البشريّة , فهو يشير إلى سلسلة من العمليات والتفاعلات التي تشمل جوانب الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية والأيديولوجية، وهي جملة من العمليات التي يسعى من خلالها الإنسان لتحسين ظروف الدولة، وبالتالي تحسين ظروفه المعيشية فيها، من خلال إحداث جملة من التغييرات، والتطويرات التي يكون هدفها بشكل أساسي الإنسان. لتنمية البشرية أساسين، الأول يتمثل في الإنسان كونه الفاعل والمحقق للتنمية، والثاني إمكانيات الدولة المتاحة من موارد اقتصادية، وظروف سياسية، واجتماعية.

وكما عرفت التنمية البشريّة أو (Human Development) هي عبارة عن عملٍ مخطّطٍ يضمُّ من مجموعة من الأسس والمفاهيم والبرامج المدروسة والمخطّط لها مسبقاً، والمصمّمة من أجل تعليم وإكسابِ المعارف، والسلوكيّات، والمهارات، التي تؤهّلُ الأشخاصَ للقيام بالأعمال والمهام المختلفة، والتي تضمنُ لهم مواكبةَ العصر والتقدّم والتطور في الوقتِ الحاضر وفي المستقبل. جوانب التنمية البشريّة المعرفة. المهارة. الاتجاه. القدرات الشخصيّة. السلوكيّات. الخبرات.

وقد عرّف العلماء مفهوم التنمية البشرية بأنّها عملية جعل الحريات الفعلية والخيارات المتاحة للبشر أكثر إتساعاً، كما أنّها اتباع أسلوب علمي ممنهج لتطوير خطة تتناول مجموعة من العمليات الإقتصادية والاجتماعية للارتقاء بواقع غير مرغوب به إلى آخر مطلوب، ويمكن تعريفها كذلك بأنّها تلك العملية التي تهدف إلى سد احتياجات البشر على جميع الأصعدة الإجتماعية والعقلية والمادية والمعنوية من خلال عملية تطوير قدراتهم البشرية.
وكما عرف مفهوم التنمية البشرية يشير مفهوم التنمية البشرية إلى سلسلة من العمليات والتفاعلات التي تشمل جوانب الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية والأيديولوجية، وهي جملة من العمليات التي يسعى من خلالها الإنسان لتحسين ظروف الدولة، وبالتالي تحسين ظروفه المعيشية فيها، من خلال إحداث جملة من التغييرات، والتطويرات التي يكون هدفها بشكل أساسي الإنسان. لتنمية البشرية أساسين، الأول يتمثل في الإنسان كونه الفاعل والمحقق للتنمية، والثاني إمكانيات الدولة المتاحة من موارد اقتصادية، وظروف سياسية، واجتماعية. 

** نشأة التنمية البشريّة

 ظهرت الجذور الأولى للتنمية البشريّة في أمريكا، وتأثّرت بالسلوكيّات اليوميّة للنّاس، فانتشرت بالتّزامن مع ظهور الترجمة اللغويّة كأحد الفنون في سبعينيّات القرن العشرين الميلاديّ، ومع الوقت تطوّرت مروراً بعدّة مراحل، وهي:

# المرحلة الكلاسيكيّة وبعد الحرب العالميّة الثانية: 

هي فترة ارتبطت فيها التنمية البشريّة مع مفاهيم أُخرى، مثل التنمية الاقتصاديّة؛ حيث كان اهتمام العُلماء والمُفكّرين معتمداً على الدراسة الاقتصاديّة لزيادة الناتج القوميّ الإجماليّ؛ من أجل تطوير مستوى المعيشة ورفع دخل الأفراد للوصول إلى الاستقلاليّة الاقتصاديّة، وظهرت في ذلك الوقت النظريّة الكلاسيكيّة في الاقتصاد، المعتمدة على آراء مجموعة من العلماء المشهورين، وهم آدم سميث، وتوماس مالتوس، وديفيد ريكاردو، واعتبرت النظريّة الكلاسيكيّة أنّ السُكّان ورؤوس الأموال هما المكوّنان اللذان يُساهمان في الوصول إلى التنمية الاقتصاديّة، وصار الطابع الاقتصاديّ مُؤثّراً بوضوح على مفهوم التنمية أثناء ستينات وخمسينات القرن العشرين للميلاد، وفي أواخر الستينات لم يقتصر اهتمام التنمية بزيادة الدّخل فقط، بل صار يعتمد على تنفيذ مجموعة من السياسات التي تسعى إلى تقليل الفقر، ودعم توزيع الدخل بين الأفراد. 

# مرحلة الفترة الزمنيّة من السبعينات إلى التسعينات: 

هي الفترة التي تراجع فيها التأثير الاقتصادي في التنمية البشريّة، وأصبح التأثير الاجتماعيّ هو المُؤثّر الرئيسيّ؛ حيث صارت المجتمعات الغربيّة تُحقّق تطوّرات ملحوظة في معيشتها، ولكنّها لم تُساهم في تحقيق السعادة للنّاس، وفي عام 1970م حرصت هيئة الأُمم المُتّحدة على إعادة دراسة مفهوم التنمية وتحليلها، وتوصّلت إلى أنّها تهدف إلى تحقيق الرفاهيّة وتوفير فوائدها لجميع النّاس؛ حيث تمّ التركيز على عنصرَين، وهما وصول التنمية إلى وضع أفضل من الوضع السابق؛ ممّا يُساهم في تحقيق الرّفاه للأفراد، والحرص على تفعيل العدالة بتوزيع النتائج الناتجة عن الناتج القوميّ؛ لتعميم فوائد التنمية لجميع النّاس. 




**جوانب التنمية البشرية

 لا تعتبر التنمية عملية جزئية، إذ إنّها سلسلة من العمليات المترابطة مع بعضها، والتي تهدف إلى تحسين أوضاع الأفراد، وتقدم الشعوب، ومن أهم جوانب التنمية البشرية:

# الجانب الروحاني. # الجانب العائلي. الجانب الصحي.# الجانب الاقتصادي. # الجانب المهني. # الجانب الشخصي. # الجانب المادي. 

** عوامل التنمية البشرية 

او ما يطلق عليها شروط التنميّة البشريّة
 توجد العديد من العوامل التي ترتبط بشكل مباشر بالتنمية البشرية، وتعمل على تحقيقها، أو على إفشالها ومن أهمها: 

# عوامل سياسية: وهى  تقوم على تعزيز الشورى وتفعيل الديمقراطيّة، وحرية الرأي والتعبير، وتداول السلطة وعدم احتكارها. 

 ترتبط العوامل السياسية بأوضاع البلد الداخلية، وعلاقاتها الخارجية مع الدول الأخرى، فوجود حروب أهلية داخلية على سبيل المثال يهدم التنمية البشرية وتأخير تقدمها وهى  تهدف إلى نشر الديمقراطية وعدم احتكارية السلطة. .

 # عوامل اقتصادية:

 يعتبر الاقتصاد العامل الأساسي الأول في تحقيق التنمية البشرية في المجتمع، إذ لا بد من تسخير إمكانيات الدولة الاقتصادية في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية، ورفع مستوى الدخل المحلي والفردي على حد سواء بما يضمن تحقيق الرفاهية للسكان لاحقاً. 

# الأوضاع السكانية: وتعتبر العامل الاكثر أهميّةً في مجالات استغلال الموارد البشرية وهى تتمحور حول الاستعمال الأمثل للموارد البشريّة المتعددة، وارتفاع مستوى المعيشة، وآلية تطوير الإنسان لنفسه لمواجهة صعوبات الحياة المختلفة.

 تشمل تحسين الظروف المعيشية للسكان، ورفع مستوى نصيب الفرد من السلة الغذائية اليومية.

 الأوضاع السكنية: تساهم المستويات المعيشية المرتفعة في تحقيق التنمية البشرية

# الأوضاع الاجتماعية:  تركز على تعزيز ثقافة العمل والإنجاز البشري فيه، ومرونة البنية الإجتماعيّة، وتحقيق المساواة الإجتماعيّة، وتحقيق قدر من التواصل الإيجابي بين النّاس.

 ترتبط الأوضاع الاجتماعية بكل عوامل التنمية البشرية آلأخري، ففي حين ترتبط العوامل الاجتماعية بتحسين العلاقات الاجتماعية بين السكان، وخلق أدوار اجتماعية جديدة للسكان، لا يمكن تجاهل أنّ هذه التغييرات مرتبطة بإحداث تغييرات في العوامل السابقة، فتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة لأفراد المجتمع سيغير طبيعة العلاقات الاجتماعية ليوجد نمط جديد من هذه العلاقات يتناسب مع الظروف التنموية الحديثة. 

# الأوضاع الصحية:  تتعلق بالارتفاع بمستوى الرعاية الصحيّة. 

 تعبر الأوضاع الصحية عن تطور المجال الطبي، والصحي للدولة بما يحقق تحسننا على الأوضاع الصحية للسكان.

# الأوضاع المادية: 

ترتبط بشكل أساسي مع العوامل الاقتصادية، وتحقيق تقدم مالي ومادي على مستوى الفرد والدولة. 

#الأوضاع النفسية: الحاله النفسية لدى الشعوب 

إن تحقيق عوامل التنمية السابقة كلها بطريقة إيجابية يحسن الحالة النفسية لأفراد المجتمع وتحقيق الرفاهية لهم.


 الأوضاع الإدارية؛  تتعلّق بالمهارات الإداريّة والفنيّة، واعتماد نهج التخطيط الجيّد، المبني على أصوله السليمة , حيث سعت للعمل إلى تطوير الأساليب الخاصّة بالإدارة، وظهر أسلوب التخطيط.

 العمل؛ إذ وضعت آلية تقسيم العمل ما أدّى إلى ارتفاع المهارات البشرية في مجال الإدارة والفنية. 

# اوضاع تقنيّة: كالتنمية فيما يتعلّق باستخدام منجزات العصر وتقنياته المختلفة: كالحاسوب والإنترنت، وشبكات التواصل المختلفة: كالفيس بوك والانستجرام، والتويتر، والواتس آب. 


** أهداف التنمية البشريّة 

تسعى التنمية البشريّة إلى تحقيق جُملةٍ من الأهداف المهمة، وهي:

# توفير الوسائل التي تُسهّل حصول جميع النّاس الذين يعيشون في مجتمع واحد على التعليم، والسعي إلى الحدّ من انتشار الجهل والأميّة بين الأفراد. 

# المساعدة على ظهور فُرَص العمل المُتزامِنة مع إنشاء ظروف تتناسب معها، سواء في المناطق الحضاريّة أو الريفيّة؛ وذلك للمساهمة في الحدّ من ظاهرة البطالة. 

# السعي إلى تطوير مستويات الرعاية الصحيّة، وتحديداً المُتعلقة بالأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة عشر عاماً. 

# المشاركة في بناء المساكن المناسبة للأفراد من أصحاب الدخول المحدودة.

 # المساهمة في الحدّ من انتشار الجوع، والسعي إلى زيادة مُعدّلات التغذية بين النّاس. 

# القضاء على الفقر. 

# السعي إلى رفع دخول النّاس؛ لتحسين مستوى معيشتهم.

# توفير جميع حاجات الأفراد. توفير الحريّات؛ سواء في الاقتصاد، أو السياسة. 


**أبعاد التنمية البشرية 

للتنمية البشرية أبعاد عدة وهي:

#  التمكين: 

لا بد أن يكون تحقيق التنمية البشرية عن طريق البشر أنفسهم ويتحقق ذلك بتطوير تقبُل الناس لوصفهم كأفراد وأعضاء في مجتمعاتهم ليكونوا قادرين على رسم العمليات والقرارات التي تُشكّل نمط حياتهم وهذا ما يُعرف بالتمكين. 

# الإستدامة: 

من هذا البُعد وُلِدَ ما يسمى بالتنمية المستدامة، ومعناها الأخذ بعين الاعتبار توفير فرص التنمية البشرية للأجيال القادمة عند تلبية احتياجات الجيل الحالي وعدم السماح بتزايُد أعباء قد تُثقل كاهل الأجيال القادمة كالديون الناتجة عن القروض سواء الخارجية منها أم الداخلية.

# المشاركة:

 تعني أن يُسهم الناس برسم العمليات التي تشكّل حياتهم اليومية كالعمليات السياسية والاجتماعية والثقافية وحتّى الاقتصادية ويأتي ذلك عن طريق مشاركتهم في صنع القرارات الخاصة بأي من تلك العمليات. 
# الإنصاف:
 فلا بد أن تكون الفرص السياسية والاقتصادية والثقافية متاحة بتاكفؤ لجميع أفراد المجتمع دون النظر إلى التحدر الطبقي أو القومية أو حتّى النوع الاجتماعي.

# الحريّة:

 يشكّل هذا البعد أساساً قوياً فلا تقوم التنمية البشرية إلا به، فلا بد من ضمان جميع حريات المرء بكافة أشكالها كالحرية السياسية وحرية التعبير والحصول على عمل والتحرر من الخوف والعوز.


** استحقاقات التنمية البشريّة

 إنّ للتنمية البشرية استحقاقات رئيسية وهي:

# حصول الأفراد على العلم والمعرفة.
# عيش الأفراد حياة طويلة وصحية.
 # وجود الموارد اللازمة لعيش كريم ولائق.


**  مستويات التنمية البشريّة

 جاء تقسيمُ مستوى التنمية حسب المؤشر في كلّ دولة كما يلي:

 مستوى متقدم جداً من التنمية. 

مستوى عالٍ. 

مستوى متوسّط. 

مستوى منخفض. 

مستوى غيرُ متوفر، أي لا يوجد تنمية.



** التنمية البشرية 

هي عمليّة تُعنى بالعنصر البشري، وتعمل على توسيع نطاق قدراته التعليميّة وتنمية خبراته وتطويرها، وتسعى هذه العملية للارتقاء بالإنسان ورفع مستواه من خلال بذله مجهوداً كبيراً للحصول على الدخل المناسب والذي يؤهّله للعيش حياة كريمة، ويصبح بجهده هذا عنصراً منتجاً وفعّالاً في المجتمع. يُشار إلى أنّ ملامح التنمية البشرية بدت تتضح في أعقاب الحرب العالميّة الثانية، وما ألحقته من دمار في شتّى النواحي البشرية والاقتصادية، فظهرت مفاهيم التنمية البشرية والاقتصادية وغيرها من المفاهيم التي نهضت بالبشرية من جديد وأخرجتها من الدمار الذي ألّم بها. اهتمّت الأمم المتحدة بالدرجة الأولى بالدول الفقيرة والأكثر تضرّراً في مجال التنمية البشرية ومنها بنغلادش، وباكستان، وغانا، وكولومبيا. 

# التنمية البشرية في خضم نشاط الإنسان اليومي، وتفاعله الدائم مع النّاس المحيطين به، يحتاج إلى تنمية قدراته باستمرار، بما يُمكِّنه من القيام بنشاطه وعمله على كافة الأصعدة، فالتنمية البشريّة هي تنمية وتطوير قدرات الإنسان وإمكانيّاته بشكل دائم ومستمر، وذلك بما يُمكنه من ممارسة نشاطه المعتاد، وباعتباره أداة وغاية للتنمية، وللتنمية البشريّة أسس فكريّة تنطلق منها، وشروط ومعايير محددة، ولها آثار تترتب عليها.


** الأسس الفكريّة للتنمية البشريّة

 ينطلق مفهوم التنمية البشرية من نظرية التطور الاجتماعي، حيث إنّ الإنسان هو العنصر المهم في هذا التطوّر من جانب، ومن جانب آخر لا بدّ من مواءمة ومتابعة العلاقة بين العوامل الماديّة في الحياة والعوامل الروحيّة، وما بينهما من تأثير متبادل، ومثال العوامل الماديّة أو الحاجات الماديّة: اكتساب الإنسان خبرات مهنيّة محددة تعينه على تنمية حاجاته الماديّة، ومثال العوامل الروحية: حاجة الإنسان للمثل العليا والقيم الرفيعة والمبادئ الراسخة والاعتقاد الديني الصحيح، فالإنسان مادة ومن ضمن رسالته في الحياة تلبية حاجاته الماديّة مع الحفاظ على القيم الروحيّة.

**العلاقة بين التنمية البشرية وتنمية الذات

 تنمية الذات من مكوّنات التنميّة البشريّة، والتنمية البشريّة أوسع في شموليتها ودلالتها من تنمية الذات، ويقصد بتنمية الذات بأنّها تنمية مهارات الحياة العمليّة، مثل: مهارة الاتصال والتواصل، والقيادة، وفن إدارة الوقت، وهناك محددات لتنمية الذات تتمحور حول مدى تناسقها مع أصول الدين، وعادات المجتمع وتقاليده، وكذلك مدى صحة أساليب تنمية الذات، أمّا فيما يتعلق بنظرة الإسلام إلى تنمية الذات، فقد حث الإسلام على التطوير المستمر، بل جعله من معاني مفهوم الخلافة البناء والتعمير بعيداً عن الإفساد والتخريب.

** تقنيّات تنمية الذات

 البرمجة اللغوية والعصبيّة. التنويم الإيحائي. التأمل، وفيه متسع كثير للإنسان، فبالتأمل يصل الإنسان إلى أبعاد متقدمة لن يصلها بغيره، وهو من مقدمات التفكير الناجح. طريقة سيلفا للتحكم العقلي.


** مؤشّر التنمية البشريّة ( Human Development Index )

يمتلك مُؤشر التنمية البشريّة طبيعةً مُركّبةً، وقد أعدّته هيئة الأمم المُتّحدة بالاعتماد على برنامجها الإنمائيّ في سنة 1990م؛ بهدف توفير مُؤشر يقيس مُعدّل التنمية في حوالي 180 دولةً حول العالم، ويُحسَب مُؤشّر التنمية البشريّة بشكلٍ سنويّ، ويعتمد ترتيب الدول فيه على النقطة الخاصة بكلّ دولة منها، ويهدف هذا المُؤشر إلى عرض ثلاثة أنواع من البيانات؛" الدّخل القومي الإجمالي للفرد - مأمول العمر - مُعدّل التعليم " ؛  لذلك تَميّزَ بطبيعته المُركبة،

** مفهوم مؤشّر التنمية البشريّة 

 يدّل مؤشر التنمية البشريّة أو كما يُطلقُ عليه في اللغة الإنجليزيّة (Human Development Index)  ويرمز لها اختصاراً بـ (HDI)، وهو المؤشر المسؤول عن قياس وتحديد مستوى الرفاهية لكلّ شعب من شعوب العالم، ويهدفُ بصورةٍ مباشرة إلى الحصولِ على واقع إنسانيّ أفضل، وتحسين الوضع المعيشيّ لكافةِ المواطنين في شتّى بقاع الأرض، بغضّ النظر عن فروقات واختلافات الجنس، واللون، والدين، والعرق. ابتكرتْ هذا البرنامجَ وأعدّتْه هيئةُ الأممِ المتحدّة عام 1990م ألفٍ وتسعمائة وتسعين ميلادية ، ويهتم البرنامج التابع لهيئة الأمم المتحدة (برنامج التطوير للأمم المتحدة (UNDP)) بهذا المؤشّر وكل ما يتعلق به من تقارير سنوية وتحقيق أهدافه، فمنذ حلول عام 1990 م ألفٍ وتسعمائة وتسعين ميلادية والبرنامج يحافظ على إصدار تقارير سنوية لهذا المؤشر للإفادة بالأوضاع المعيشية وكلّ ما يتعلق بها للشعوب في مختلف دول العالم. وهو أحدُ البرامج التطويريّة الإنمائيّة التي طرحها خبيرُ وعالمُ الاقتصاد الباكستانيّ محبوب الحق، ودعمَه الهندي أماريتا سين، الذي حصل على جائرة نوبل في الاقتصاد، والذي بدورِه يضمُّ ما لا يقلُّ عن مئة وثمانين دولة، لا يتسعُ المقام لذكرها هنا، ويستثني بعضَ الدول الأخرى، وتقع على عاتقه مسؤولية تقديم تقارير سنويّة عن وضع هذه الدول المعيشيّ خاصّة من الناحية الاقتصاديّة.
 يرتبط مؤشّر التنمية البشرية بشكلٍ مباشر مع مجموعة من الأمور المتعلقة بالعنصر البشري؛ كالمستوى التعليمي للأفراد، ومتوسط العمر، ومستوى الأمية، والمستوى المعيشي، ووفق إحصائيات مؤشر التنمية البشرية منذ عام 2008 وحتى عام 2013، احتلّت النرويج وأستراليا المراتب الأولى بتحقيق القيمة الأعلى في التنمية البشرية. تنضمّ دول العالم بأسره إلى مؤشر التنمية البشرية إلّا أنّ هناك بعض الدول لا تنتمي إليه وهي: أفغانستان، والعراق، والصومال، وليبيريا، وكوريا الشمالية، وموناكو، وجزر مارشال، وكيريباتي، والجبل الأسود، وتايوان، وصربيا، وسان مارينو، وبالاو، وتوفالو، وناورو.


[١] جاءت فكرة مؤشر التنمية البشريّة انطلاقاً ممّا عانى منه العالم خلال الثمانينات من القرن العشرين من فقرٍ شديدٍ وخاصّةً في بلدان العالم الثالث؛ وبالرغم ممّا شهدته معدلات النموّ الاقتصاديّ من ارتفاعٍ ملحوظٍ في بلدانٍ كثيرةٍ خلال الآونة الأخيرة إلّا أنّ ذلك لم يظهر جلياً على مستوى عيش مواطني كثيرٍ من الدول، بل بدأت المشكلة الاجتماعيّة بالتفشي والتفاقم وخاصّة ذات العلاقة بالافتقار للموارد المالية، والصحة، والتعليم، فلجأت الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى وضع هذا المعيار لغايات تنشيط النقاشات وتحفيزها حول ما يتعلّق بالتنمية في الأوساط الأكاديمية.

[١] يمكننا اختصار تعريف مؤشر التنمية البشرية بأنّه تلك الأداة المركبة التي ابتكرها برنامج الأمم المتحدة لغايات إخضاع التنمية البشرية للقياس؛ وذلك بواسطة إجراء دراسةٍ على العلاقة بين مستويات النموّ الاقتصاديّ والتنمية الاجتماعيّة، ويُعتمد على سُلّمٍ له قِيّمٌ تتراوح بين (0,1) لتمثيل القيمة النظريّة العظمى.

**  فوائد مؤشر التنمية البشريّة

 تحديدُ الوضع والمستوى المعيشيّ في كلّ دولة، دون التركيز على الدول المتقدمة وتجاهل الدول النامية، بل التركيز على الأخيرة لغرض تحسين حالها. وضعُ السبل الكفيلة بالإصلاح، وبرفعِ المستوى المعيشيّ في كلّ دولة تعاني من تخلّفٍ وتدنٍّ في مستوى الخدمات المختلفة، وتؤثر على الكرامة الإنسانيّة. محاربة الفقر والفساد والتلاعب، واستثمار العنصر البشريّ بالطرق المُثلى.

** كيفية قياس مؤشر التنمية البشرية


مؤشر التنمية الإنسانيّ  يرتبط بقياس متوسط العمر المتوقّع للأفراد في مجتمعٍ ما، بالإضافة إلى مستوى التعليم، والأميّة والمستوى المعيشيّ في كافّة أنحاء العالم،  فتعتمد الأمم المتّحدة والدول الأعضاء لاحتساب وقياس مؤشّر التنمية البشرية على ثلاثة معايير، وهي: معطيات مؤشر التنمية البشرية

# الدّخل القومي الإجمالي للفرد: ويمثل هذا المستوى ما يحصل عليه الفرد من دخلٍ سنويّ.

قيمة الناتج القومي الإجمالي للفرد الواحد، ويتم احتساب القيمة بالدولار الأمريكي ومن ثم يتمّ تحويلها إلى تعادل القوّة الشرائية وذلك لإيجاد الفرق بين أسعار العملات. 
او كما يفسر بالمجموع الخاصّ بقيم الخدمات والسلع المُنتجة محلياً، كما يشمل صافي الدخول الناتجة عن عوائد الأوراق الماليّة كالأسهم، ورواتب التقاعد، والأجور، وغيرها من الدخول الناتجة أثناء عام واحد، مقسومة على إجمالي عدد السُكّان.

 # مأمول العمر:  مستوى الصحة يشير إلى متوسط عمر الفرد أو أمد حياته منذ لحظة ولادته.


العمر المتوقع (متوسط العمر) هومعدّل الأعوام التي يُتوقَّع أن يظلّ فيها الأفراد على قيد الحياة، بالاعتماد على استمراريّة اتّجاهات الوفاة على وضعها الحاليّ، وتُساهم هذه البيانات في توضيح مدى حصول سُكّان كلّ دولة على الرعايّة الصحيّة المناسبة، كما تُساعد على توضيح الحالة الصحيّة العامّة. 

# مُعدّل التعليم: مستوى المعرفة يكشف عن نسبة الأمييّن بين البالغين، ومستوى عدد الطلاب في كلّ مراحل التعليم.

هو المستوى الذي يُستخدَم في قياس عدد أعوام الدراسة للأفراد الذين وصل عمرهم إلى خمسة وعشرين عاماً وأكثر، مع متوسّط عدد الأعوام الدراسيّة المُقدَّر أن يدرسها الأطفال الذين يكونون في عُمرٍ أقلّ من العُمر الرسميّ للانضمام إلى المدرسة، ويُساعد هذا المُعدّل على توضيح مدى وكميّة المعرفة المُتوفّرة عند السُكّان؛ ممّا يُساهم في توفير أفضل الخيارات لحياتهم. 

** طريقة حساب مؤشر التنمية البشرية

 تُتبّع عدّة طرق لحساب مؤشر التنمية البشريّة وفقاً للمؤشر الإحصائيّ المراد إجراء الدراسة عليه وحتّى يتمّ ذلك لا بدّ من التعرّف على متغيّرات العناصر الأساسيّة للتنيمة البشريّة، ويكون ذلك على النحو الآتي:

# مؤشر طول الحياة، ويرمز له بـ (A)، ويحسب على النحو الآتي: (الحد الأدنى للعمر المتوقع عند الولادة -العمر المتوقع عند الولادة الفعلي) مقسوماً على (الحد الأدنى للعمر المتوقع عند الولادة - الحد الأقصى للعمر المتوقع للولادة). 

يساعد هذا المؤشر كثيراً على تحديد المتوسط العمري الذي سيعيشه أفراد المجتمع الواحد، ويساعد على التركيز على المستوى الصحي الذي يتمتع به، وعلى مقدار الإسهام في الأعمال والنشاطات، بحيث يركز هذا المؤشر على الفئات العمرية المحصورة بين 20-85، فكلما كان معدل العمر المتوقع أكبر كان مؤشر (HDI) أكبر

# لحساب مؤشر التحصيل العلميّ (D)، ويتفرّع هذا المعطى إلى فرعين لإيجاد متغيّرين، هما: القيد الإجماليّ للتعليم، ومعرفة مستويات القراءة والكتابة للبالغين، فيُطبّق القانون التالي: 3 / (D= (2B+C لإيجاد المتغيرين، حيث (B) تشير إلى القيد الإجمالي للتعليم، و(C) مستويات القراءة والكتابة للبالغين. 

يعدّ من أبرز طرق حساب مؤشر التنمية البشرية، والذي ينص على قسمة عدد السنوات الدراسة للبالغين من سن 25 عامًا فأكثر على السنوات المتوقعة من التعليم للأطفال في سن المدرسة.

# لإيجاد قيمة مؤشر مستوى المعيشة (E) تُطبق القاعدة الآتية: (الحدّ الأدنى للأجور - الحد الفعلي للأجور) مقسوماً على (الحدّ الأدنى للأجور - الحد الأقصى للأجور).

يقيس مؤشر الدخل الإجمالي للفرد (GNI) الدخل السنوي لمتوسط أفراد البلد الواحد بالاعتماد على قوة الشراء في الأسواق، ويعتبر هذا المؤشر الـ 100 دولار أمريكي هي أقل معدلات الدخل، والـ 75.000 دولار أمريكي أكبر حد لدخل الفرد السنوي.


** ترتيب الدول حسب مؤشر التنمية البشرية

 فيما يلي قائمة بترتيب أفضل 10 دول في العالم تنازلياً على سلم مؤشر التنمية البشرية مقرونة بقيمة المؤشر لعام 2018:

 النرويج (0.953). سويسرا (0.944). استراليا (0.939). إيرلندا (0.938). ألمانيا (0.936). أيسلندا (0.935). هونج كونج (0.933). السويد (0.933). سنغافورة (0.932). هولندا (0.931).



** معوقات التنمية البشريّة 

توجد مجموعة من المشكلات التي تعيق تطوّر التنمية البشريّة في المجتمعات والدُّول، وتُلخَّص وفقاً للنقاط الآتية:

# المشكلات السياسيّة: 

هي الأساس لجميع مشكلات التنمية البشريّة، وتنتج عنها حصارات اقتصاديّة وحروب متنوّعة. 

# المشكلات الاقتصاديّة: 

هي مشكلات تؤدّي إلى تدهور الحالة الاقتصاديّة؛ بسبب تراجع الحالة السياسيّة، وتُؤثّر في البُنى التحتيّة للأمم والدول.

# المشكلات الصحيّة: 

هي مجموعة من مشكلات تؤثّر سلبياً في حياة الأفراد، وتنتج عن تدهور الحالة الاقتصاديّة، مثل سوء التغذية الناتجة عن حالة الفقر، وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة. 

# المشكلات التعليميّة: 

هي غياب استقرار التعليم الناجح في الأُمَم والدول. 

#المشكلات الثقافيّة والاجتماعيّة: 

هي مجموعة المشكلات النهائيّة الناتجة عن جميع المعوقات السابقة؛ حيث تظهر في المجتمعات جماعات سكّانيّة متعصبة وجاهلة.



ليست هناك تعليقات:

المشاركات المتميزة

مفهوم الموارد البشرية

مقدمة :  إ نّ الموارد البشريّة   تعني التركيز على المهام الخاصة بالموظفين؛ من خلال تقسيم الشركة وفقاً لمجموعة من الأنشطة التي تشمل   تدر...