الجمعة، 8 نوفمبر 2019

التواصل مع الآخرين والتأثير فيهم

أنت والآخرون
نحو علاقات أفضل واتصال أكمل


التواصل مع الآخرين والتأثير فيهم

كلمة الاتصال مصطلح شاع لدى الإداريين والاجتماعيين وكثر استعماله والعناية به وتوسع أهل العصر في الدراسات التي تعتني به وتتحدث عنه .
والمراد به : سلوك أفضل السبل والوسائل لنقل المعلومات والمعاني والأحاسيس والآراء إلى أشخاص آخرين والتأثير في أفكارهم وتوجهاتهم وإقناعهم بما تريد سواء كان ذلك بطريقة لغوية أو غير لغوية .
والاتصال له ثلاثة عناصر رئيسة هي :
1.  المرسل .
2.  المستقبل .
3.  الرسالة .
وحتى تكون عملية الاتصال ناجحة ومؤثرة لابد من توافر شروط النجاح في كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة .
مراحل الاتصال :
للاتصال مراحل لابد من المرور بها ليتحقق النجاح في عملية الاتصال والتأثير ، وهذه المراحل تتخلص في الخطوات الآتية :
1. وجود رغبة ومثير وحافز لدى المرسل الذي هو مصدر الرسالة ، وهذا يستدعي أن يكون له هدف واضح ، وأن يكون هذا الهدف مرغوباً فيه وإلا لكانت عملية الاتصال باهتة ، وعليه فلابد من أن يكون المرسل مؤمناً بهدفه بقوة قد خالط لحمه ودمه ، فتكلم عنه قلبه قبل لسانه وعبر عنه كل ذرة في كيانه ، وكلما كان الإيمان بالهدف أشد كلما كان التحريض على تبليغ الرسالة أكمل وأبلغ .
2. تحديد صيغة الرسالة ، بعد أن يحدد المرسل هدفه الذي يتوخاه من عملية الاتصال يحدد صيغة الرسالة المناسبة لتحقيق هذا الهدف والرسالة تختلف من هدف إلى آخر ، ومن مستقبل إلى آخر ، فالرسالة التي تهدف لنقل الأخبار غير الرسالة التي تهدف للإقناع بفكرة معينة غير الرسالة التي تهدف للإمتاع فقط ، وكذلك الرسالة التي تستهدف شريحة جامعية غير الرسالة التي تستهدف شريحة من العوام الأميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون .
 ولابد عند تحديد صيغة الرسالة من توقع رد فعل المستقبل وتعديل صيغة الرسالة لتحقيق رد الفعل الذي ترغب فيه والرسالة الناجحة هي التي تجيب من خلالها على الأسئلة الآتية :
أ – ماذا أريد من هذه الرسالة ؟
ب – متى أريد ذلك ؟
جـ - أين أريده ؟
د – كيف أريد أن يتحقق ؟
هـ - لماذا أنا أريده ؟
وهذه الأسئلة يجب أن تكون لنفسك أنت وأن تجيب عليها مع نفسك وتعدل في صيغة رسالتك بناءً على هذه الإجابة .
3. إنجاز الرسالة فعلاً وتنفيذها على أرض الواقع ، أي بعد تحديد صيغة الرسالة وتصميمها من الناحية النظرية ينتقل الإنسان إلى الجانب العلمي وهو تنفيذ الرسالة ومباشرة إرسالها للمستقبل .
وهذا يستدعي منك دربة وإجادة ، وأول خطوات التنفيذ هي لفت انتباه المستقبل وإثارته بحركة أو نكتة أو كلمة أو صرخة أو ذكر هدف محبوب لدى المستقبل كمدخل لرسالتك التي تريد تبليغها ، وهو ما يسمى لدى علماء البلاغة (( براعة الاستهلال )) وإذا نجح الإنسان في استهلاله فقد نجح غالباً في تبليغ رسالته .
ثم الانتقال لإرسال رسالتك مع ربطها بالمثير السابق واحرص على تجنب الهجوم المباشر على الأفكار والمسلمات التي يعتز بها الآخر ، بل حاول إقناعه عبر المفاهيم المشتركة بينكما والوسائل التي من خلالها يتم تبليغ الرسالة هي :
أ – اللغة .
ب – نبرات الصوت .
جـ – تعابير الوجه .
د – حركة الجسم من يدين وغيرها .
هـ - الوسائل الخارجية المصاحبة .
وسيأتي لذلك مزيد بيان إن شاء الله .
4. استقبال الرسالة ، أثناء تنفيذك للرسالة يبدأ الطرف الآخر المستهدف بالرسالة في عملية الاستقبال لرسالتك والتفاعل معها سلباً أو إيجاباً ، وهناك كثير من الأمور التي تؤثر في كيفية استقبال الإنسان لأي رسالة توجه إليه ، من هذه الأمور :
معتقدات المستقبل ، ثقافته ، حالته النفسية ، راحته البدنية ، الأمن أو الخوف الذي يعيشه ، انطباعه عن المرسل للرسالة ، ميوله ورغباته ، حاجته للرسالة وإشباعها لهذه الحاجة وملائمتها لمستواه ، حسن إصغائه .
5. رد فعل المستقبل حيال الرسالة ، وهو الهدف الذي يسعى المرسل لبلوغه والوصول إليه ، فإذا كان رد الفعل إيجابياً والرسالة مقبولة فهو الغاية التي يطمح إليها المرسل، وإذا كان سلبياً ، فهذا يعني عدم النجاح في الاتصال وتبليغ الرسالة والتأثير في المستقبل .

****************************

ليست هناك تعليقات:

المشاركات المتميزة

مفهوم الموارد البشرية

مقدمة :  إ نّ الموارد البشريّة   تعني التركيز على المهام الخاصة بالموظفين؛ من خلال تقسيم الشركة وفقاً لمجموعة من الأنشطة التي تشمل   تدر...